قبران وبئر وسط قلعة واسعة تذكرهما روايتان
اثار النجمي في واسط تراث وتاريخ
....يعاني من اهمال قد يكون متعمد
تحقيق احمد القريشي
يعتبر موقع النجمي
الذي يقع في محافظة واسط ( 23 كم ) شمال غرب مدينة النعمانية من المواقع التاريخية
والتراثية المهمة في المحافظة ،ولكنه يعاني من الاهمال الحكومي وتعرضه للسرقة
والتنقيب من قبل المزارعين الذين يملكون اراضي تحيط بالموقع .
يملك النجمي
جدران مبنية على شكل نجمة عندما تراها من فوق لذلك اخذ تسميته (موقع النجمي أو قصر
النجمي أو مسجد النجمي)،لكنه لحد الان لم يسجل في هيئة الاثار التابعة لوزارة
السياحة والاثار ولا توجد عليه حراسة ولم يرمم ولا يصله شارع معبد حيث يقع بوسط
فناء واسع من الاراضي الزراعية دون حماية .
هناك روايتان
غير موثقتين تحكي تاريخ موقع النجمي الرواية الأولى تقول ان النجمي عبارة عن قصر كان
احد الملوك في العهد العباسي قد بناه لإحدى النساء الفاتنات وقدمه إليها كمهر من أجل
الزواج منها بعد أن وجد أن جمالها الفائق يستحق أن يشيد لها مثل هذا القصر .
اما الرواية
الثانية التي جاءت خلاف ما ذكرته الرواية الاولى وتقول بان احد الأمراء في المنطقة
التي توجد فيها آثار النجمي كانت له عادة ملازمة له تتمثل بقيامه بين عام وآخر بالسفر
الى خارج نطاق إمارته متنكرا لغرض اكتساب المعرفة بكيفية التعامل بين الناس بمختلف
مستوياتهم الاجتماعية ، وفي إحدى الجولات التي قام بها هذا الأمير شاهد امرأة ملثمة
لم يسبق لأحد ان رأى وجهها وكانت هذه المرأة تبارز الرجال وتهزمهم فطلب الأمير مبارزتها
وأنتصر عليها وهنا بادرت تلك المرأة بالكشف
عن وجهها له ، بل واستجابت لطلبه حين دعاها للزواج منه وبالتالي قيامه بنقلها الى مملكته
حيث بني لها هذا القصر لكن بعد موتهما دفنا في القصر وكانت هناك بئر يستحمان منها وهي
جزء مكمل للقصر.
ويقول جبار
القريشي (مهتم بتاريخ مدينة النعمانية ) ان "موقع
النجمي من المواقع القديمة جدا ولكن التاريخ لم يذكره حيث لم يعرف تاريخ بناءة
وكيفية بنائه وذلك بسبب قله الاهتمام به كموقع اثري ".
واضاف ان
" أن القصر كان يحتوي على نفائس وأشياء كثيرة جلبها الأمير لزوجته الجميلة، ولكن
لا يعرف حقيقة وجودها ومصيرها الآن ،لان الموقع تعرض لعمليات سرقة ولأكثر من مرة
وخاصة بعد سقوط النظام السابق ".
واوضح ان
" بُعد موقع النجمي عن طرق المواصلات هو الذي جعل الإهمال يطاله كثيراً حيث إنه
بعيد عن أنظار المسؤولين والمهتمين بشؤون الآثار والتراث في البلاد كما لم يتح ذلك
أيضاً الفرصة للزوار والسياح لزيارته والتطلع إليه".
واشار الى ان
"ابرز آثار النجمي قبرين يتوسطان القصر مكتوب على احدهما باللغة العربية انه قبر
العلامة البجلي (قدس سره ) ، أما القبر الذي بجواره فهو قبر زوجته ولم يعرف هل العلامة
البجلي هو الأمير الذي انتصر بسيفه على تلك المرأة الفاتنة وبالتالي تزوجها وشيد لها
هذا القصر أم أنه شخص آخر".
وبين القريشي
ان "النجمي شهد في السنوات الأخيرة عمليات تخريب ونبش وتجاوزات الفلاحين خصوصاً
وأنه يقع في منطقة زراعية ،مؤكدا أن" الموقع يحتاج الى الحماية والإحاطة بسياج
آمن وإلا فأنه سيتعرض لتجاوزات متكررة ونبش وربما للتدمير من قبل العابثين والسراق".
وطالب" وزارة
السياحة والآثار بأن ترعى وتجل هذا الموقع وتجعل منه منطقة سياحية خصوصاً وأنه يقع
على مسافة ليست بعيدة جدا على يمين الطريق العام ( نعمانية/ شوملي) ، وهو الطريق الذي
يربط محافظات العراق الجنوبية وحدوده الشرقية مع محافظتي النجف وكربلاء".
واكد رئيس مجلس
محافظة واسط محمود عبد الرضا طلال ان "المحافظة غير قادرة
على بناء المناطق السياحية وترميم المناطق الاثرية لأنها ليست من صلاحياتها بل من اختصاص
وزارة السياحة والاثار ".
واوضح ان
"ميزانية تنمية الاقاليم التي تخص بالمحافظة تصرف بشكل كامل على البنى التحتية
ولا نستطيع تخصيص جزء من الميزانية لبناء المرافق السياحية ".
واشار الى ان
"جميع الوزارات من دون استثناء تعيق عمل المحافظات لتمسكهم بقوانين قديمة بالإضافة
الى تمسكهم بآرائهم الشخصية وعدم الوصول الى الواقع الحقيقي وتمسكهم بموظفين لا يمكن
ان يلبوا حاجة المواطن مما عطل عمل مجالس المحافظات".
وقال طلال ان
"محافظة واسط تحتوي على الكثير من المناطق الاثرية ومناطق صالحة ان تكون من اجمل
المناطق السياحية الأن السلطة الادارية في المحافظة لا تستطيع تخصيص اي امول لتطوير
هذا الواقع لأنه ليس من صلاحياتها"، مبينا ان "تطوير الواقع السياحي في المحافظة
لا يتم الا عن طريق الاستثمار".
وقد ذكرت هيئه الاثار محافظة واسط في تصريح
سابق لجريدة المراقب العراقي ان الهيئة تعاني من قلة التخصيصات وقلة الكادر
المتخصص، لذلك فان الهيئة لا تستطيع ان تقوم بترميم ورعاية وحماية المواقع الموجود
بالمحافظة ،فأنها محدد بخطة عمل معده من قبل الوزارة وميزانية محددة على ضوء الخطة
.
يذكر ان العراق
قام بعملية ترميم لكثير من المواقع الاثرية ببناء الجدران والتنقيب عن اثار جديدة وتعبيد
الشوارع التي تؤدي الى هذه المناطق وبناء المناطق الخضراء فيها لتجميلها مثلا اثار
بابل التي تم ترميمها بشكل كامل وتم بناء الفنادق والحدائق وساحات الكبيرة، الا
اثار النجمي فلم تذكر بهذا الاعمار والرعاية والاسباب مجهولة فلا يوجد طريق يوصل
الموقع بالشارع الرئيسي ولم توضع حماية علية، اذ ان الفلاحين الذين يملكون اراضي
قريبة من الموقع تجاوزوا على ارضه وتمت زراعته من قبل احد الفلاحين .
تسلم الانامل استاذ احمد
ردحذف