الثلاثاء، 9 يوليو 2013

قلة الاهتمام بالأثار وانعدام المناطق الخضراء ادى الى انعدام السياحة في محافظة واسط

الى متى
قلة الاهتمام بالأثار وانعدام المناطق الخضراء ادى الى انعدام السياحة في محافظة واسط
تحقيق احمد القريشي
تتميز محافظة واسط شانها في ذلك شان معظم محافظات العراق بكثرة المواقع الأثرية والأماكن التاريخية ضمن حدودها الإدارية حيث يصل عدد المواقع الأثرية فيها (420 ) موقع اثري يرجع تاريخها إلى عهود حضارية وحقب زمنية متباينة ذلك بدأ بالعصر الحجري الحديث بحدود (7500- 8000 ) سنه ق.م ومرورا بالأدوار والفترات التاريخية المتعاقبة والمعروفة في حضارة وادي الرافدين كالفترة السومرية والاكدية والبابلية والآشورية والبابلية الحديثة والاخمينيه والسلوقية والفرثية والساسانية وأخيرا الفترة العربية الإسلامية في القرن السابع الميلادي وما بعدها إلى نهاية الفترة العثمانية.
انعدام المرافق السياحية
تعتبر محافظة واسط من المحافظات التي تملك ارث تاريخي قديم ولكن قلة الاهتمام بالسياحة جعلت هذه المعالم الحضارية والتاريخية مهملة ،اذ ان محافظة واسط تدمرت بشكل واسع ازاء الحروب التي خاضها النظام السابق ضد دول الجوار وخاصة دولة ايران ،لذ افتقرت المحافظة الى المناطق الخضراء والمطاعم السياحية والفنادق ،حيث يعانون ابناء المحافظة من عدم وجود المنتزهات ومدن الالعاب لقضاء اوقات الراحة وخاصة في ايام الاعياد والمناسبات والعطل الرسمية.
وقال المواطن سعيد الجابر من سكنة مدينة الكوت في  ان "مدينة الكوت تفتقر الى مناطق الخضراء ومدن الالعاب حيث نعاني من هذا الامر كثيرا اذ نضطر في ايام الاعياد والمناسبات والعطل الرسمية الذهاب الى مراقد اهل البيت (عليهم السلام)او الى اربيل او الى مدينة الزوراء في بغداد".
واضاف "ان محافظة واسط ليست قاصرة حيث تملك مناطق واسعة في قضاء بدره وجصان وناحية زرباطية تصلح ان تكون من اجمل المناطق السياحية في العراق".
وطالب "وزارة السياحة والاثار وهيئة السياحة والاثار في المحافظة الى الاهتمام بالواقع السياحي وبناء مرافق سياحية تليق بتاريخ هذه المدينة".

واكد رئيس مجلس محافظة واسط محمود عبد الرضا طلال ان "المحافظة غير قادرة على بناء المناطق السياحية وترميم المناطق الاثرية لأنها ليست من صلاحياتها بل من اختصاص وزارة السياحة والاثار ".
واوضح ان "ميزانية تنمية الاقاليم التي تخص بالمحافظة تصرف بشكل كامل على البنى التحتية ولا نستطيع تخصيص جزء من الميزانية لبناء المرافق السياحية ".
واشار الى ان "جميع الوزارات من دون استثناء تعيق عمل المحافظات لتمسكهم بقوانين قديمة بالإضافة الى تمسكهم بآرائهم الشخصية وعدم الوصول الى الواقع الحقيقي وتمسكهم بموظفين لا يمكن ان يلبوا حاجة المواطن مما عطل عمل مجالس المحافظات".
وقال طلال ان "محافظة واسط تحتوي على الكثير من المناطق الاثرية ومناطق صالحة ان تكون من اجمل المناطق السياحية الأن السلطة الادارية في المحافظة لا تستطيع تخصيص اي امول لتطوير هذا الواقع لأنه ليس من صلاحياتها"، مبينا ان "تطوير الواقع السياحي في المحافظة لا يتم الا عن طريق الاستثمار".
فيما اشار رئيس لجنة الخدمات في مجلس محافظة واسط علي محمد حسين الى ان "المحافظة سبق وان اعلنت عن فرصة استثمار للشركات الراغبة في بناء المناطق السياحية واستثمارها ولكن لم يتم الموافقة على اي شركة من الشركات التي قدمت الى هذا القرار ".
وبين ان "واسط تحتوي على كثير من الاثار التي تزورها السواح من باقي محافظات العراق والاجانب لكن عدم الاهتمام بها من قبل الوزارة جعلها مدثوره قليلة الاهتمام ".
واوضح ان "الواجب على وزارة السياحة والاثار تطوير المناطق الدينية والسياحية لأنها تستقبل كثير من الناس في ايام العيد والمناسبات الدينية ".
المواقع الاثرية في المحافظة 
أن حضارة وادي الرافدين تحتوي على الكثير من المواقع الاثرية وتحضي محافظة واسط على جزء من هذه المواقع الماثلة لحد الان فوق الأرض وبعضها على شكل تلال كبيرة أو صغيرة وبعضها مدفون تحت الأرض .
حيث أن ارتفاع أي موقع اثري يعني استمرار السكن فيه لفترة طويلة ولعدة ادوار حضارية أن المواقع الأثرية التي نشاهدها اليوم والمنتشرة في أنحاء المحافظة كانت في السابق تمثل مدنا عامره وقرى مزدهرة.
وقال مدير مفتشية اثار واسط برهان عبد الرضا راضي

ان"اهم المواقع الاثرية في محافظتنا  هو تل ( مريس) الذي يقع في شمال بدره والذي يرجع تاريخه إلى العصر الحجري الحديث الألف الثامن قبل الميلاد، وتل الولاية الأثري الذي يقع في ناحية الأحرار جنوب غرب مركز المحافظة والذي يعتقد بان هذا الموقع يضم  بقايا مدينة (لارك) السومرية والتي ذكر اسمها في المصادر المسمارية وهي أحدى المدن الخمس التي حكمت العراق القديم قبل حدوث الطوفان علما بان هذا الموقع  يضم ثلاث ادوار حضارية هي الفترة السومرية والاكدية وسلالة أور الثالثة".
واضاف ان "من بين المواقع المهمة الاخرى تل العقر الواقع في مركز قضاء بدره والذي يضم بقايا مدينة الدير السومرية (دور ايلو ) 2400 – 2000 ق.م. وكذلك تل البقرات الواقع في ناحية الأحرار الذي يعود تاريخ هذا الموقع إلى العصر البابلي الحديث  وهناك مواقع أثرية مهمة مثل تل أبو غريب وتل سابس وتلول الدير وتلول ضحية وتل بسماية وتلول همينيه وغيرها".
وبين ان "من اهم الاثار في المحافظة مدينة واسط  التاريخية والتي تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة الكوت مركز محافظة واسط بحدود 65كم حيث تنتشر أطلال هذه المدينة عل جانبي عقيق نهر دجله القديم تأسست هذه المدينة على رأي أكثر المؤرخين عام 83هجرية في زمن الخليفة الأموي عبد الملك ابن مروان وعلى يد والي العراق الحجاج ابن يوسف الثقفي وهي خامس مدينه تمصرت في الإسلام بعد البصرة والكوفة  والفسطاط والقيروان  وثالث مدينه في العراق بعد البصرة والكوفة ومن أهم الآثار الشاخصة في المدينة هي البوابة التي يعتقد بان هذه البوابة هي باب المدرسة الشرابية في واسط حيث تقوم جانبي الباب منارتان مبنيتان من الآجر تختلف الواحدة عن الأخرى من حيث الحجم والزخارف الموجودة على كل منهما والمدخل عبارة عن عقد مدبب كبير تحيط به مجموعة من الزخارف النباتية الهندسية ".
واوضح راضي ان "دائرتنا تعاني من قلة الكادر الأثاري وكذلك عدم كفاية الحراس المعينين لدى دائرتنا مقارنة بعدد المواقع الأثرية وصعوبة الوصول إلى بعض المواقع الأثرية لوقوعها في مناطق نائية" ،مشيرا الى ان "قلة التخصيص المالي  يحد من نشاطات الدائرة كثيرا".
وطالب " وزارة السياحة والاثار الى تطوير المواقع الأثرية وجعلها وجهة سياحية اذ توجد هناك مواقع أثرية مهمة ذات طابع سياحي وترفيهي كموقع مدينة واسط التاريخية وتل سابس وتل النعمان وبناية ألنجمي وتلول العقر(مدينة الدير ) وموقع ضريح الشاعر الكبير المتنبي ينبغي الاهتمام بها من حيث توفير الكهرباء وإنشاء الطرق المؤدية أليها يمكن استغلالها كمرافق سياحية".
واشار الى ان "المواقع الاثرية تتعرض الى كثير من عمليات الجرف لذلك لابد من أجراء التنقيبات الأثرية من قبل الوزارة في المواقع الأثرية المعرضة إلى التجاوز لمنع الحفارين المتجاوزين من القيام بذلك".

يذكر ان العراق قام بعملية ترميم لكثير من المواقع الاثرية ببناء الجدران والتنقيب عن اثار جديدة وتعبيد الشوارع التي تؤدي الى هذه المناطق وبناء المناطق الخضراء فيها لتجميلها مثلا اثار بابل التي تم ترميمها بشكل كامل وتم بناء الفنادق والحدائق وساحات الكبيرة، الان الاهمال وعمليات السرقة والحفر وزراعة اراضي الاثار وجميع هذه الاسباب ادت الى تدهور الاثار مما دعا الى انعدام السياحة . 

قبران وبئر وسط قلعة واسعة تذكرهما روايتان

             قبران وبئر وسط قلعة واسعة تذكرهما روايتان
اثار النجمي في واسط تراث وتاريخ ....يعاني من اهمال قد يكون متعمد
تحقيق احمد القريشي
يعتبر موقع النجمي الذي يقع في محافظة واسط ( 23 كم ) شمال غرب مدينة النعمانية من المواقع التاريخية والتراثية المهمة في المحافظة ،ولكنه يعاني من الاهمال الحكومي وتعرضه للسرقة والتنقيب من قبل المزارعين الذين يملكون اراضي تحيط بالموقع .
يملك النجمي جدران مبنية على شكل نجمة عندما تراها من فوق لذلك اخذ تسميته (موقع النجمي أو قصر النجمي أو مسجد النجمي)،لكنه لحد الان لم يسجل في هيئة الاثار التابعة لوزارة السياحة والاثار ولا توجد عليه حراسة ولم يرمم ولا يصله شارع معبد حيث يقع بوسط فناء واسع من الاراضي الزراعية دون حماية .
هناك روايتان غير موثقتين تحكي تاريخ موقع النجمي الرواية الأولى تقول ان النجمي عبارة عن قصر كان احد الملوك في العهد العباسي قد بناه لإحدى النساء الفاتنات وقدمه إليها كمهر من أجل الزواج منها بعد أن وجد أن جمالها الفائق يستحق أن يشيد لها مثل هذا القصر .
اما الرواية الثانية التي جاءت خلاف ما ذكرته الرواية الاولى وتقول بان احد الأمراء في المنطقة التي توجد فيها آثار النجمي كانت له عادة ملازمة له تتمثل بقيامه بين عام وآخر بالسفر الى خارج نطاق إمارته متنكرا لغرض اكتساب المعرفة بكيفية التعامل بين الناس بمختلف مستوياتهم الاجتماعية ، وفي إحدى الجولات التي قام بها هذا الأمير شاهد امرأة ملثمة لم يسبق لأحد ان رأى وجهها وكانت هذه المرأة تبارز الرجال وتهزمهم فطلب الأمير مبارزتها وأنتصر عليها  وهنا بادرت تلك المرأة بالكشف عن وجهها له ، بل واستجابت لطلبه حين دعاها للزواج منه وبالتالي قيامه بنقلها الى مملكته حيث بني لها هذا القصر لكن بعد موتهما دفنا في القصر وكانت هناك بئر يستحمان منها وهي جزء مكمل للقصر.
ويقول جبار القريشي (مهتم بتاريخ مدينة النعمانية ) ان "موقع النجمي من المواقع القديمة جدا ولكن التاريخ لم يذكره حيث لم يعرف تاريخ بناءة وكيفية بنائه وذلك بسبب قله الاهتمام به كموقع اثري ".
واضاف ان " أن القصر كان يحتوي على نفائس وأشياء كثيرة جلبها الأمير لزوجته الجميلة، ولكن لا يعرف حقيقة وجودها ومصيرها الآن ،لان الموقع تعرض لعمليات سرقة ولأكثر من مرة وخاصة بعد سقوط النظام السابق ".
واوضح ان " بُعد موقع النجمي عن طرق المواصلات هو الذي جعل الإهمال يطاله كثيراً حيث إنه بعيد عن أنظار المسؤولين والمهتمين بشؤون الآثار والتراث في البلاد كما لم يتح ذلك أيضاً الفرصة للزوار والسياح لزيارته والتطلع إليه".
واشار الى ان "ابرز آثار النجمي قبرين يتوسطان القصر مكتوب على احدهما باللغة العربية انه قبر العلامة البجلي (قدس سره ) ، أما القبر الذي بجواره فهو قبر زوجته ولم يعرف هل العلامة البجلي هو الأمير الذي انتصر بسيفه على تلك المرأة الفاتنة وبالتالي تزوجها وشيد لها هذا القصر أم أنه شخص آخر".
وبين القريشي ان "النجمي شهد في السنوات الأخيرة عمليات تخريب ونبش وتجاوزات الفلاحين خصوصاً وأنه يقع في منطقة زراعية ،مؤكدا أن" الموقع يحتاج الى الحماية والإحاطة بسياج آمن وإلا فأنه سيتعرض لتجاوزات متكررة ونبش وربما للتدمير من قبل العابثين والسراق".
وطالب" وزارة السياحة والآثار بأن ترعى وتجل هذا الموقع وتجعل منه منطقة سياحية خصوصاً وأنه يقع على مسافة ليست بعيدة جدا على يمين الطريق العام ( نعمانية/ شوملي) ، وهو الطريق الذي يربط محافظات العراق الجنوبية وحدوده الشرقية مع محافظتي النجف وكربلاء".
واكد رئيس مجلس محافظة واسط محمود عبد الرضا طلال ان "المحافظة غير قادرة على بناء المناطق السياحية وترميم المناطق الاثرية لأنها ليست من صلاحياتها بل من اختصاص وزارة السياحة والاثار ".
واوضح ان "ميزانية تنمية الاقاليم التي تخص بالمحافظة تصرف بشكل كامل على البنى التحتية ولا نستطيع تخصيص جزء من الميزانية لبناء المرافق السياحية ".
واشار الى ان "جميع الوزارات من دون استثناء تعيق عمل المحافظات لتمسكهم بقوانين قديمة بالإضافة الى تمسكهم بآرائهم الشخصية وعدم الوصول الى الواقع الحقيقي وتمسكهم بموظفين لا يمكن ان يلبوا حاجة المواطن مما عطل عمل مجالس المحافظات".
وقال طلال ان "محافظة واسط تحتوي على الكثير من المناطق الاثرية ومناطق صالحة ان تكون من اجمل المناطق السياحية الأن السلطة الادارية في المحافظة لا تستطيع تخصيص اي امول لتطوير هذا الواقع لأنه ليس من صلاحياتها"، مبينا ان "تطوير الواقع السياحي في المحافظة لا يتم الا عن طريق الاستثمار".
وقد ذكرت هيئه الاثار محافظة واسط في تصريح سابق لجريدة المراقب العراقي ان الهيئة تعاني من قلة التخصيصات وقلة الكادر المتخصص، لذلك فان الهيئة لا تستطيع ان تقوم بترميم ورعاية وحماية المواقع الموجود بالمحافظة ،فأنها محدد بخطة عمل معده من قبل الوزارة وميزانية محددة على ضوء الخطة .

يذكر ان العراق قام بعملية ترميم لكثير من المواقع الاثرية ببناء الجدران والتنقيب عن اثار جديدة وتعبيد الشوارع التي تؤدي الى هذه المناطق وبناء المناطق الخضراء فيها لتجميلها مثلا اثار بابل التي تم ترميمها بشكل كامل وتم بناء الفنادق والحدائق وساحات الكبيرة، الا اثار النجمي فلم تذكر بهذا الاعمار والرعاية والاسباب مجهولة فلا يوجد طريق يوصل الموقع بالشارع الرئيسي ولم توضع حماية علية، اذ ان الفلاحين الذين يملكون اراضي قريبة من الموقع تجاوزوا على ارضه وتمت زراعته من قبل احد الفلاحين .